منذ أيام زار رئيس الحكومة سعد الحريري السعودية، وتوّج لقاءاته بإجتماع مع ولي العهد الامير محمد بن سلمان. لم يعكس الحريري جواً سلبياً بعد الزيارة، بل عاد الى بيروت وطمأن رئيس المجلس النيابي نبيه بري بالأجواء الجيدة، وواصل أعماله الحكومية وتولى أمر الدفاع عن تعيين سفير لبناني في دمشق. قال الحريري لكل من راجعه يومها أن الرياض تريد استقرار الوضع في لبنان والحفاظ على موازين القوى التي تعكسها حكومته.
يقول مراقبون ان الحريري كان تبلغ من بن سلمان ان هناك محاولة روسية لتسوية الخلافات بين الرياض وطهران، وان السعودية طالبت بنفوذ لها في العراق وسوريا واليمن تختلف نسبُه بين بلد وآخر، وان الرياض تنتظر الرد الايراني الذي سيصل اليها عبر الحريري. تفاءل الحريري بالدور الروسي، لكن الجواب الايراني حمله اليه الموفد علي اكبر ولايتي الذي ابلغه جوابا سلبياً لا يتوافق مع الطموح السعودي لإنجاز التسوية. طار الحريري الى السعودية لابلاغ قيادتها بالجواب الايراني، فتم اتخاذ قرار الاستقالة للتضييق على حزب الله ومساندة الحملة الاميركية المالية على الحزب.
بدا لافتا الجواب والاستقالة مع تطورات عدة، أبرزها في الساحة السورية، بإنجاز الجيش وحلفائه اعادة السيطرة على ديرالزور، المساحة التي تعتبرها السعودية تشكل امتدادا لعشائرها ومكوناتها في الشرق السوري. الاهم انها تشكل الطريق الاساسي نحو العراق الذي يُنجز جيشه معركة الموصل. وكأن الطريق البرية عادت آمنة بين بيروت وطهران.
لكن ماذا عن التداعيات؟ يقول المراقبون: لا حرب عسكرية، لكن ضغوطات سياسية ومالية آتية ستضع لبنان في جو مشحون، وقد تأخذ معها الاستحقاقات الى المجهول.
المراقبون ينتظرون خطوة رئيس الجمهورية ميشال عون، لأن عهده هو المستهدف.
السيناريوهات السياسية مفتوحة، ليبقى الانتظار سيد الموقف.